يعيش الشاب وسط متغيرات كثيرة منها الحاصلة على منظومة القيم الأخلاقية التي ترعى شؤون الشباب وعلاقتهم بين بعضهم البعض. ومما لا شك أن ما نشهده من اختلال اجتماعي، يعود في أساسه إلى غياب القيم الإنسانية ، هذه القيم التي تؤسس ولا تفكك، تفتح أفق المستقبل على علاقات مترابطة و نقصد بالقيم مجموعة الأخلاق والتمثلات السلوكية والمبادئ الثابتة أو المتغيرة التي ترتبط بشخصية الشاب إيجابا أو سلبا و تحديد كينونته وطبيعته وهويته انطلاقا من مجموع تصرفاته الأدائية، الوجدانية والعملية بشكل ذاتي وموضوعي والتي تشكل الجانب المعنوي في سلوكه الوجداني، الثقافي والاجتماعي. و بالتالي وجب علينا ان ننوه الى جملة من الاهداف التي نعمل عليها لإكساب الشباب آليات فض النزاع ،الاحترام المتبادل ، تعديل السلوك السيئ وتقويمه ،تعزيز طاقات الشاب الأخلاقية من أقوال وأفعال وتوجيهها في مسارها الصحيح.
تعويد الشاب على التحكم في الإرادة ومقاومة العنف والدعوة إلى التسامح و الاقتداء بالنموذج الإنساني والمجتمعي لكل من ينشد الرقي الأخلاقي الذي يجمع ما بين المثالية الحقة والواقعية الصادقة والتطبيق العملي بمنهجية سليمة.
المساهمة في التنشئة الأسريّة السويّة، الدعوة الى التسامح والسلام والحرية والتعايش والديمقراطية والتضامن والانفتاح والحوار.
المساهمة في الحد من السلوكات المحفوفة بالمخاطر في الاوساط الشبابية كالإرهاب والانغلاق والتطرف والتغريب والإقصاء والعنف والتمييز العنصري ونبذ الآخر. من أجل تكوين شباب سوي يتكيف مع قيم المجتمع ويتفاعل معها تفاعلا إيجابيا، ويتأقلم مع المحيط الخارجي تفاعلا بنيويا و وظيفيا قائما على الانسجام والعطاء المتبادل ويتواصل مع الآخر كيفما كانت عقيدته ولغته وجنسيته.
أما في الجانب الصحي فكثيرا من الأمراض إنما هي نتيجة لسلوك خاطئ و من هنا فإن التثقيف الصحي هو حجر الزاوية و ركيزة البناء، حيث يعمل على زيادة الوعي الصحي لدي الشباب و تطوير معارفهم و ثقافتهم المتعلقة بالأمور الصحية العامة ورفع مستوى تعاملهم مع العوارض الصحية المختلفة و طرق الوقاية من الامراض و كيفية التعامل مع الحالات الطارئة و معرفة و محاولة الابتعاد عن السلوكات الخاطئة عن طريق الارتقاء بالمعلومة الطبية و الصحية من خلال الاعلام، نشر المطويات ، الكتب التثقيفية و إقامة ندوات و محاضرات.